[issue-single-data]

أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا .. شعلة التغيير من الرياض

أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا .. شعلة التغيير من الرياض


150 دولة؛ كان ممثلوها في العاصمة الرياض، مسكونين بهاجس بيئة الكوكب، وقضاياها، والحفاظ عليها وتنميتها.
كان ذلك في الخامس من يونيو الجاري، حيث يحتفل العالم ـ سنوياً ـ باليوم العالمي للبيئة، ينشط تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) منذ عام 1972. إنه أكبر مناسبة عالمية للتوعية العامة بالبيئة، ويُشارك فيه ملايين الأشخاص حول العالم، بصفاً حدثًا رئيسًا يجمع الحكومات والمنظمات والأفراد، من أجل رفع الوعي بشأن القضايا البيئية وتعزيز التنمية المستدامة.

وتحت شعار “أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا”، استضافت المملكة العربية السعودية فعاليات اليوم العالمي الذي ركز ـ هذا العام ـ على استعادة الأراضي، ووقف التصحر، وبناء مقاومة الجفاف.
أهداف اليوم العالمي كثيرة، لكنّ هناك ما يبرز منها، وفي المقدمة يأتي نشر الوعي البيئي وتسليط الضوء على القضايا البيئية المهمة، وتشجيع الأفراد والمجتمعات على المشاركة الفعّالة في حماية البيئة، وتحفيز الحكومات والشركات والأفراد على خلق عالم أكثر استدامة، وتأكيد الحاجة إلى نهج شامل لمكافحة التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم الجهود العالمية لإصلاح الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر.
وبالتالي يعتبر هذا اليوم منصة عالمية لإلهام التغيير الإيجابي والعمل المشترك لحماية كوكب الأرض.
وهذا العام، أقيمت أكثر من 4000 فعالية متنوعة حول العالم.
وعلى مدى عقود خمسة مضت نمى الاحتفال بهذا اليوم، من خلال الأنشطة والأحداث والإجراءات الحضورية حول العالم، وتتبنى الشركات الكبرى والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات والحكومات والمشاهير من جميع أنحاء العالم العلامة الخاصة باليوم العالمي للبيئة لمناصرة القضايا البيئية.


ريادة إقليمية
وإيماناً منها بأهمية الأراضي كركيزة أساسية للحياة على كوكب الأرض، تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بقضية “استصلاح الأراضي، ومقاومة التصحر والجفاف”. وتُعدّ المملكة رائدةً إقليميًا ودوليًا في هذا المجال. وقد أطلقت العديد من المبادرات الوطنية والإقليمية الطموحة، التي تعتمد على الحلول القائمة على
الطبيعة لتحقيق أهدافها، مثل مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بهدف حماية الأراضي من التدهور والتقليل من الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث، واستعادة البيئات البرية والبحرية والساحلية والحفاظ عليها لتعزيز التنوع الأحيائي.
وتُواصل المملكة جهودها الدؤوبة في هذا المجال من خلال استضافة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) الذي سيُعقد في العاصمة الرياض في الفترة ما بين 2 إلى 13 ديسمبر 2024. ورئاسة مبادرة الأراضي العالمية التي تمّ إطلاقها خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين عام 2020، وتهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال استعادة الأراضي.


شعلة التغيير
وبمشاركة عالمية واسعة، أضاءت المملكة العربية السعودية شعلة التغيير في رحلة استعادة الأراضي ومكافحة التصحر. وشهد العالم انطلاقة فعاليات اليوم العالمي للبيئة من العاصمة الرياض بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبحضور أكثر من 150 دولة، وشركات ومنظمات محلية وعالمية، وملايين المهتمين بقضايا البيئة.
واتّخذت الفعاليات شعار “أرضنا مستقبلنا. #معانستعيدكوكبنا”، لتُؤكد أهمية الحفاظ على الأراضي باعتبارها ركيزة أساسية للحياة على كوكب الأرض.

إطلاق أكاديمية وطنية للبيئة وبرنامج الحوافز والمنح في قطاع البيئة.
اختيار شعار “أرضنا مستقبلنا” يؤكد أهمية الأراضي التي تعد ركيزة أساسية للحياة على الكوكب.
أطلقنا خلال قمة العشرين 2020م منصة للشعب المرجانية ومبادرة عالمية للحد من تدهور الأراضي.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تعزز التعاون الإقليمي ومن أهدافها الحد من تدهور الأراضي.
مبادرة السعودية الخضراء تسهم في تحقيق مستهدفات المملكة لتحييد الأراضي 2030.
المنظمة العالمية للمياه” ستعزز العمل الدولي في المحافظة على مصادر المياه والحد من الجفاف.
COP16 سيُحدث تحولاً نوعيًا للحد من آثار الجفاف الذي يؤثر في 3 مليارات نسمة.
المهندس عبد الرحمن الفضلي
وزير البيئة والمياه والزراعة
رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية


وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، كان على رأس المشاركين في الفعاليات السعودية، وقد أشار إلى ما بذلته المملكة من جهود كبيرة على المستويات الإقليمية والدولية؛ للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، ومن ذلك إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر؛ لتعزيز التعاون الإقليمي للحد من تدهور الأراضي، والمحافظة على الغطاء النباتي، وتعزيز التنوع الأحيائي، والأمن الغذائي والمائي، والتكيف مع التغير المناخي، وتحسين جودة الحياة.
وأكد الوزير الفضلي أن المملكة أطلقت أيضًا ـ ضمن جهودها الدولية وخلال ترؤس اجتماعات مجموعة العشرين عام 2020م ـ المنصة العالمية لأبحاث الشعب المرجانية، والمبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، إضافة إلى الإعلان عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه؛ وذلك تعزيزًا للعمل الدولي للحفاظ على مصادر المياه واستدامتها، والحد من تأثيرات الجفاف في الموارد المائية، لافتًا إلى أن جهود المملكة في تنمية الغطاء
النباتي ومكافحة التصحر من خلال مبادرة السعودية الخضراء والاستراتيجية الوطنية للبيئة يمكنها من تحقيق مستهدفات المملكة لتحييد تدهور الأراضي عام 2030م.


إحداث تغيير ايجابي
ومن جهتها؛ أكدت مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة السيدة انغر اندرسون أن تدهور الأراضي يضر بسبل العيش والأمن الغذائي حول العالم، مشيرةً إلى أن إصلاح الأراضي ومكافحة التصحر وبناء القدرة على مواجهة الجفاف يعد بمثابة استراتيجيات رئيسة لمعالجة هذه القضايا المهمة ومعالجة أبرز أزمات الكوكب المتمثلة في أزمة المناخ، أزمة الطبيعة والأراضي، وأزمة التلوث والنفايات.
وأضافت اندرسون أن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة يعد مناسبة مهمة لتكثيف الجهود وإحداث تغيير إيجابي؛ لمواجهة تحديات ندرة المياه وانحسار الأراضي الصالحة للزراعة؛ نتيجة الأنشطة البشرية غير المستدامة
منتدى عربي للبيئة لإعادة تأهيل الأراضي
بالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، عقد في الرياض خلال الفترة (3-4 يونيو 2024م)، المنتدى العربية للبيئة تحت شعار “إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود”.
وناقش المجتمعون 4 محاور رئيسية تتعلق بتدهور الأراضي والتحديات البيئية الإقليمية والعالمية، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وأهمية الالتزام البيئي في المحافظة على النظم الأرضية، كما تناولوا المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية، والمحافظة على النظم البيئية الأرضية، وإعادة تأهيل المتدهور منها وإدارتها إدارة المستدامة وتعزيز السياسات والتمويل وبناء القدرات.
وخلص المنتدى إلى عدد من التوصيات منها:
• تشجيع البحث العلمي ودعم الابتكار في مجالات إعادة التأهيل والتنمية المستدامة.
• زيادة التمويل والدعم المالي للتشجيع على الاستثمار في مشاريع إعادة التأهيل.
• أهمية السياسات والتشريعات للمحافظة على الأراضي وإدارتها إدارة سليمة.
• بناء الشراكات والقدرات وزيادة المشاركة الفعالة للنساء والشباب في اتخاذ القرار.
• تأكيد أهمية حشد الزخم للمشاركة الفعالة في مؤتمر (COP 16).
• تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لإعادة تأهيل الأراضي وتعزيز القدرة على الصمود لمواجهة الجفاف.
والتغير المناخي، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان وجودة الحياة، مؤكدةً أنه ولمواجهة هذه التحديات فإن المسؤولية جماعية وتتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا؛ لتعزيز استراتيجيات مكافحة التصحر وتطبيق النظم الزراعية المستدامة في المنطقة والعالم.
دور “الحياة الفطرية”
تعد جهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية، ركيزة أساسية في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة.
ويُعتبر المركز مثالاً يُحتذى به في الجهود البيئية، حيث يُسهم في تنفيذ مشاريع رائدة لإعادة تخضير الصحارى وتعزيز عودة الحياة الفطرية انسجاما مع رؤية 2030 لتحقيق قفزات كبيرة في الحفاظ على البيئات الطبيعية ونظمها البيئية.

الاحتفال باليوم العالمي للبيئة يعد مناسبة مهمة لتكثيف الجهود وإحداث تغيير إيجابي؛ لمواجهة تحديات ندرة المياه وانحسار الأراضي الصالحة للزراعة؛ نتيجة الأنشطة البشرية غير المستدامة والتغير المناخي، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان وجودة الحياة.
السيدة انغر اندرسون
مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة

وقد شارك المركز في فعاليات متنوعة في هذه المناسبة أبرزت الابتكارات في المحافظة على الحياة الفطرية.
وتدعم مبادرات المركز الجهود الوطنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بتعزيز الاستدامة البيئية في المملكة، وذلك من خلال جهود متواصلة لتعزيز الأثر الاقتصادي للتنمية البيئية المستدامة، وقد تمّ إشراك المجتمعات المحلية في عمليات الحماية والمحافظة في المحميات الطبيعية تعزيز السياحة البيئية المستدامة في المحميات الطبيعية البرية والبحرية.
إلى جانب ذلك؛ هناك تمكين المجتمعات المحلية من الاستفادة من العوائد التنموية للمحميات الطبيعية وتحديث ضوابط الاستثمار في المناطق المحمية وتقدير أثرها الاقتصادي، وإعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة البيئية وتخطيط النطاقات السياحية، وتنفيذ برامج ومخططات شموليه لتطوير السياحة البيئية.
مستهدفات عالمية
وقد حقق المركز برامج وجهوداً عززت إسهامات المملكة العالمية، وحققت المستهدفات العالمية لحماية البيئة والحياة الفطرية. وفي هذا السياق نالت المملكة جائزة الريادة من الاتفاقية الدولية للمحافظة على الأنواع الفطرية المهاجرة، كما تمّ تحقيق الأهداف العالمية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي منذ انضمام المملكة في 2002.
وجرى توقيع مذكرة تفاهم لحفظ أسماك القرش المهاجرة ضمن التعاون مع اتفاقية الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، فضلًا عن المشاركة في جهود حفظ الطيور المائية المهاجرة الأفريقية الأوراسية تحت مظلة اتفاقية الأنواع الفطرية المهاجرة.
وفيما يتعلق ببرامج إزالة المخلفات وإعادة تأهيل عدد من المناطق الحساسة والمهمة بيئيًا، كان للمركز العديد من المبادرات المهمة، ومنها انتشال 35 طنًا من النفايات خلال حملة تنظيف عدد من سواحل البحر الاحمر في منطقتي راس بريدي وراس الشبعان، وإعادة التأهيل البيئي لمحمية جزر أم القماري، وإزالة المخلفات التي تهدد الشعب
المرجانية، وإعادة التأهيل البيئي لجزيرة جبل الصبايا، وإزاله النفايات الضارة بالبيئة، وإزالة أطنان من المخلفات في حملة تنظيف شاطئ جزيرة جانا الحيوية لتكاثر السلاحف والطيور البحرية.
وكذلك هناك إزالة أطنان من مخلفات الصيد وغيرها من النفايات في أكثر من 18 موقعًا في محمية جزر فرسان.
ويلعب المركز دوراً محورياً في تعزيز الوعي البيئي وتطوير الممارسات البيئية الرشيدة، ويعدّ ذلك يُعد حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال مشاركته في اليوم العالمي للبيئة، أكد المركز التزامه بمواجهة التحديات البيئية الراهنة والمستقبلية، وعزز من مكانة المملكة بصفتها قائدة في الحفاظ على البيئة على المستوى الإقليمي والدولي.


تم اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة يوم العالمي للبيئة مع التركيز على مواضيع حيوية مثل استعادة الأراضي والتصحر، والجفاف. يبرز هذا الاختيار التزام المملكة بمواجهة التحديات البيئية الحرجة ويسلط الضوء على الضرورة العالمية لممارسات إدارة الأراضي المستدامة لمكافحة آثار تغير المناخ.

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

مقالات ذات صلة :

ابحث عن مقـــــال داخـــل الأعداد