[issue-single-data]

إطعام الكائنات الفطرية شفقة في غير محلّها .. نوايا حسنة ضررها أكثر من نفعها

إطعام الكائنات الفطرية شفقة في غير محلّها .. نوايا حسنة ضررها أكثر من نفعها


إن ترك طبق من البذور للطيور، أو تقديم بقايا الطعام لقرود البابون قد يبدو وكأنه عمل لطيف غير ضار، تغيب حقيقة حيوية ومهمة عن الكثيرين من (فاعلي الخير هؤلاء)، وهي أن إطعام الحيوانات الفطرية من قبل البشر، على الرغم من النوايا الحسنة، يمكن أن تكون له عواقب سلبية متعددة، تؤثر في الحيوانات نفسها والنظام البيئي المحيط بها.
ومن هنا، تحرص الجهات المسؤولة عن حماية الحياة الفطرية، في مختلف دول العالم، على تقنين هذه “المساعدة”، والحد منها، والاستعاضة عن ذلك ببدائل تكون سلبياتها أقل.
ومنها على سبيل المثال، حدائق الحيوان أو المتنزهات الطبيعية التي تحدد أنواع الغذاء المسموح بتقديمه لكل حيوان دون تعريضه لأي خطر.

سلبيات بالجملة
من المهم احترام الحياة الخاصة للحيوانات الفطرية، وذلك بعدم إطعامها والسماح لها بالحفاظ على سلوكياتها الطبيعية ونظامها الغذائي. وهذا يساعد على ضمان صحتها وصحة النظام البيئي ككل. وتقديم الطعام لهذه الحيوانات من قبل البشر، على الرغم من أنه يُمارس عادةً بنية حسنة، فإنه سيكون له عواقب سلبية عديدة، ومن أبرزها ما أوردته وثيقة بيئية صادرة عن مركز wild care، وجاء فيها:
• فقدان مهارات البحث الطبيعية عن الطعام: قد لا تتعلم الحيوانات التي يتم إطعامها بانتظام من قبل البشر كيفية الصيد أو البحث عن طعامها بنفسها، مما قد يؤدي إلى الجوع والموت المؤلم.
• الاعتياد وفقدان الخوف: قد تفقد الحيوانات خوفها الطبيعي من البشر، مما يؤدي إلى اقترابها من الناس والحيوانات الأليفة والمناطق السكنية، ومن ثَمَّ يمكن أن يؤدي إلى مواجهات خطيرة.
• اختلالات غذائية: نادرًا ما يتوافق الطعام الذي يقدمه البشر مع الاحتياجات الغذائية للحيوانات البرية، ما يسبب سوء التغذية وحالات مثل “جناح الملاك” عند الطيور، الذي يمنعها من الطيران.
• انتشار الأمراض: يمكن أن تؤدي التغذية إلى تركيزات أعلى للحيوانات، مما يزيد من خطر انتقال الأمراض بين مجموعات الحياة البرية، مثل السالمونيلا والطاعون.
• تعطيل أنماط الهجرة: قد يتعارض الطعام الذي يوفره البشر مع الإشارات الطبيعية التي تخبر الحيوانات بموعد الهجرة.
• الضرر البيئي: يمكن أن يؤدي الاكتظاظ السكاني بسبب التغذية إلى تدهور البيئة ويعطل توازن النظم البيئية المحلية.
• زيادة الصراعات بين البشر والحيوانات البرية: يمكن أن يؤدي ارتفاع نشاط الحيوانات البرية في المناطق التي
يسيطر عليها البشر إلى إتلاف الممتلكات وإثارة مخاوف بشأن السلامة.


بدائل وحلول
بدلاً من إطعام الحيوانات الفطرية مباشرة، هناك طرق عديدة لدعم الحياة الفطرية والاستمتاع بها بشكل مسؤول، ومن ذلك:
• إنشاء موائل طبيعية: زراعة النباتات المحلية لتوفير مصادر الغذاء الطبيعية والمأوى للحياة الفطرية. وهذا يشجع الحيوانات على البحث عن الطعام والعيش كما لو كانت في موئلها الطبيعي.
• تثبيت مغذيات الطيور: استخدام مغذيات الطيور بالبذور المناسبة لأنواع الطيور المحلية، خاصة أثناء الظروف الجوية القاسية، دون التسبب في الاعتماد عليها.
• مصادر المياه: توفير مصادر المياه النظيفة، مثل حمامات الطيور أو البرك الصغيرة، التي يمكن أن تكون حيوية لها دون التأثير في نظامها الغذائي.
• المراقبة من مسافة: يمكن الاستمتاع بمشاهدة الحياة الفطرية من مسافة بعيدة باستخدام المنظار أو الكاميرات، مما يقلل من التفاعل البشري والإزعاج.
• التثقيف والتوعية: مشاركة المعلومات حول أهمية عدم إطعام الحيوانات الفطرية وفوائد هذه البدائل، وتأكيد الهدف المتمثل في مراقبة الحياة الفطرية دون التدخل في سلوكياتها الطبيعية واحتياجاتها الغذائية، والاقتناع بأن هذه الحيوانات لديها غرائزها وقدراتها الخاصة للبقاء على قيد الحياة وأن التدخل البشري يجب أن يكون مدروسًا ومتوافقًا مع القانون.


جهود المركز لمنع إطعام البابون
يُدرك المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية خطورة إطعام قرود البابون، والكائنات الفطرية الأخرى من قِبل البشر. ويعمل جاهدًا على نشر الوعي حول مخاطر هذه الممارسة، واتخاذ خطوات ملموسة للحد من حدوثها.
وفي هذا السياق، ينظّم المركز حملات توعية إعلامية عبر مختلف الوسائط لتثقيف الجمهور حول مخاطر إطعام قرود البابون، وتوضيح السلوكيات الصحيحة في التعامل مع هذه الحيوانات.
كما ينظّم فعاليات تفاعلية، مثل المعارض والندوات لتثقيف الجمهور حول قرود البابون وسلوكياتها، وتعزيز احترام الحياة الفطرية.
ومن إجراءات التنبيه والتوعية، قام المركز بتركيب لوحات في المناطق التي تنتشر فيها قرود البابون، تُحذِّر من مخاطر إطعامها. وقد وصل عدد اللوحات إلى أكثر من 340 لوحة تحذيرية توضح أن إطعام قرود البابون مخالفة تستوجب العقوبة في جميع المناطق المتضررة.
كما أن الفرق الميدانية التي تعمل على مراقبة سلوك قرود البابون، تتدخل لتطبيق نظام حظر الإطعام. وأوضح المركز أن إطعام البابون يستوجب العقوبة، حيث تم تركيب العديد من كاميرات المراقبة في مناطق مختلفة لضبط المخالفين.
أكدت اللائحة التنفيذية لحماية الكائنات الفطرية ومنتجاتها الصادرة عام 1444هـ، حظر ممارسة أي نشاط مرتبط بالكائنات الفطرية المدرجة في قوائم المركز. ومن هذه الأنشطة المحظورة (إطعام الكائنات الفطرية في الطبيعة). ونصت اللائحة على فرض غرامة قدرها 500 ريال لكل من يقوم بإطعام الكائنات الفطرية بدون ترخيص من المركز.
المادة (4) – تراخبص الأنشطة المرتبطة بالكائنات الفطرية:


أحكام عامة:
دون الإخلال بأحكام اللوائح التنفيذية للنظام ذات العلاقة بحذر على الأشخاص ممارسة أي نشاط مرتبط بالكائنات الفطرية المدرجة في قوائم المركز المختص أو الاتفاقية دون ترخيص، ومن تلك الأنشطة:
• الاتجار في عينات الكائنات الفطرية.
• تنمية الكائنات الفطرية.
• تربية أنواع الكائنات الفطرية المنماة تحت الأسر,
• إكثار الكائنات الفطرية تحت الأسر,
• إطلاق الكائنات الفطرية في الطبيعة.
• إطعام الكائنات الفطرية في الطبيعة.
• تهجين الكائنات الفطرية.
• قتل أو ذبح كائن فطري حي غير مهدد بالانقراض مربى تحت الأسر.
• استخدام الكائنات الفطرية لأغراض الدراسة والبحث العلمي، دون الإخلال بالأنظمة ذات العلاقة.
عقوبات مخالفات التعامل مع الكائنات الفطرية

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

مقالات ذات صلة :

ابحث عن مقـــــال داخـــل الأعداد