الاحتطاب تهديد للتنوع الأحيائي وعبث بالموارد الوطنية
إجراءات مشددة وعقوبات لردع المخالفين
كل ضربة فأس في شجرة تُمثِّل طعنة في جسد البيئة.. كلّ البيئة. لأن كلّ شجرة ليست ملك نفسها، إنها ملك الأرض التي عليها، وملك الكائنات غير المرئية التي تلوذ بها، وملك الحيوانات التي تأكل منها، أو تستظل بها، وملك الهواء الذي “يتنفس” بها.
وكلّ بساط يفترش مرعى، هو خانقٌ للطبيعة، بناره، وجمره، ورماده، وبما يتركه أصحابه في الأرض التي يجب أن تستمرّ بكرًا، وبعيدًا عن عبث البشر.
وقد جاءت التشريعات البيئية في المملكة لتضع حدًّا للسلوك البشري الجائر، الذي وصل إلى تدهور بعض البيئات الطبيعية، على المستوى النباتي والحيواني، نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها الممارسات غير المستدامة كالاحتطاب الجائر والرعي المفرط والتخييم العشوائي.
وقد أسهم كل ذلك مع عوامل أخرى كانخفاض الوعي البيئي، واستخدام تقنيات حديثة لقطع جذوع الأشجار، في تدهور الأراضي، وتسريع وتيرة التدهور البيئي، من خلال فقدان ما يقرب من 80% من الغطاء النباتي الطبيعي خلال العقود الماضية، وهو ما سبب خسارة كبيرة للتنوع البيولوجي، وتهديدًا للتوازن
البيئي، وأثر سلبًا في الحياة الفطرية والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبيئة.
تدابير
كانت المملكة تفقد سنويًا حوالي 120 ألف هكتار من الأشجار والنباتات بسبب الاحتطاب الجائر لأشجار السمر، والغضا، والأرطى، وقد زادت هذه الممارسات على مر السنين، فأدى ذلك إلى تدهور كبير في التنوع البيولوجي وتصحر الأراضي، وتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل تشديد الرقابة على عمليات الاحتطاب وتشجيع الزراعة المستدامة.
وسعت وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع جهات رسمية أخرى، إلى تحقيق التنمية المستدامة للموارد الطبيعية من خلال الخطط والتشريعات الهادفة لوقف التدهور البيئي والحد من الاحتطاب غير المشروع، ومنع تداول الحطب والفحم المحلي، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وحماية الغطاء النباتي بمنع قطع الأشجار والنباتات، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة، وتعزيز التنوع الأحيائي من خلال الحفاظ على الغابات والمراعي الطبيعية، ودعم النظم البيئية الحساسة.
نظام بيئي
وضعت المملكة نظام المراعي والغابات في عام 1398هـ، وفي عام 1425هـ أقر مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للغابات للفترة من 1426هـ إلى 1446هـ، وقد مثَّلت هذه الاستراتيجية تحديث نظام المراعي والغابات، الذي أقر إعفاء الحطب والفحم المستوردين من الرسوم الجمركية، مما شجّع على زيادة الاستيراد وتوفير المواد بأسعار تنافسية، وهو ما دفع وزارة الداخلية بعد ذلك لتشديد الرقابة على نقل وتداول الحطب، بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومنع تداول الحطب المحلي وفرض شروط صارمة على نقل الحطب المستورد، وذلك حفاظًا على البيئة وتنظيم السوق.
وضمن خطواتها الرائدة نحو حماية البيئة، أصدرت المملكة نظامًا بيئيًا شاملًا في عام 1441هـ، تم من خلاله إلغاء النظام السابق كليًا، ونصت مواده على حماية الأراضي الزراعية والغطاء النباتي، ومنع أي تدخل في الأراضي الحيوية دون الحصول على تصريح رسمي.
وتضمن النظام حظر الإضرار بالأشجار والشجيرات في المراعي والغابات، وكذلك حظر استخدام المواد الضارة التي تؤثر في نمو النباتات والأشجار، ووقف جميع الأنشطة المتعلقة بإصدار تراخيص الاحتطاب والتفحيم ونقلها، وحظر تصدير هذه المنتجات إلى خارج المملكة حمايةً للموارد الطبيعية، وضمانًا للحفاظ على التنوع البيولوجي للمملكة؛ حيث يمنع النظام بشكل قاطع أي عمل من شأنه الإضرار بالغطاء النباتي، سواء بقطع أو اقتلاع أو نقل الأشجار أو الشجيرات أو الأعشاب، أو النباتات، أو تجريدها من لحائها أو أوراقها أو أي جزء منها، أو نقل تربتها أو جرفها، أو الاتجار بها. وكذلك حظر إنتاج الحطب أو الفحم المحلي، أو نقلهما، أو تخزينهما، أو بيعهما، أو الترويج لهما دون الحصول على تصريح أو ترخيص رسمي.
لائحة تنفيذية للاحتطاب
اللائحة التنفيذية للاحتطاب تسري على جميع الأشخاص في المملكة، وتهدف إلى تحديد نطاق عمل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، فيما يتعلق بالحطب والفحم من تنظيم الاستيراد والنقل والتخزين والبيع، وإقرار القواعد والضوابط المتعلقة بإصدار وتجديد التراخيص والتصاريح، والتنسيق مع الجهات المعنية لإنفاذ اللائحة، إضافة إلى التفتيش وضبط المخالفات، وإيقاع العقوبات.
وقد تضمنت اللائحة جدولًا لتصنيف المخالفات والعقوبات، وتتم مضاعفة العقوبة عند تكرارها فيما يخص نقل وبيع وتخزين الحطب والفحم المحلي، وجمع الحطب المحلي دون ترخيص، واستخدام الحطب في النشاط التجاري كالمطاعم والمخابز، وبيع وتخزين الحطب والفحم المستورد دون ترخيص، إضافة إلى حرق الأشجار وتجريدها من اللحاء، وقطع أشجار المحميات.
ويمكن الاطلاع على اللائحة عبر الرابط التالي:
تفتيش
وتنفذ وزارة البيئة والمياه والزراعة حملات تفتيش دورية وجولات ميدانية مكثفة لوقف التعديات على الغطاء النباتي الطبيعي.
كما تؤدي القوات الخاصة للأمن البيئي دورًا حيويًا، وتتركز مهامها – بشكل أساسي – على مكافحة الجرائم البيئية، ومنع الأنشطة الضارة بالبيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
التخييم
يعرف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، التخييم بأنه نشاط ترفيهي يتضمن البقاء في الهواء الطلق لفترة محددة من الوقت، بهدف الاستمتاع بالطبيعة، والتخلص من ضغوط الحياة اليومية، ويتيح للمشاركين فرصة التعلم والتدرّب على مهارات جديدة؛ حيث يعمل المركز على توفير بيئات خضراء جاذبة للزوار ومناسبة للتخييم والكرفانات في أنحاء المملكة.
وحدد المركز اشتراطات وضوابط خاصة بالتخييم، وأكد ضرورة اتباع جملة من النصائح ليكون التخييم آمنًا وغير ضار بالبيئة، مع التشديد على اتخاذ مجموعة من الإجراءات ليكون آمنًا.
وقد أصدر المركز دليلًا خاصًا بهذا النشاط يوضح كل ما يتعلق به من حيث الحصول على تصريح ومعرفة مواقع التخييم والكرفانات في مختلف المناطق وشروط التخييم الآمن.
ويمكن الاطلاع على الدليل من خلال الرابط التالي:
المخالفات
- قطع الأشجار أو الشجيرات من أراضي الغطاء النباتي أو اقتلاعها أو نقلها أو تجريدها من لحائها أو أوراقها أو أي جزء منها أو نقل تربتها أو جرفها، أو الاتجار بها دون ترخيص.
- قطع الأشجار أو الشجيرات من المحميات أو اقتلاعها أو نقلها أو تجريدها من لحائها أو أوراقها أو أي جزء منها أو الاتجار بها، دون ترخيص.
- العقوبة
- 1 -السجن مدة لا تزيد على عشر سنوات.
2 -غرامة لا تزيد على (30.000.000) ثلاثين مليون ريال.
مخالفات تُحال إلى المحكمة المختصة
المخالفات التي ترتكب للمرة الثانية وما بعدها – خلال مدة سنة من ارتكابها – يتم النظر فيها وإيقاع العقوبات المنصوص عليها، حيث تتولى النيابة العامة التحقيق فيها والادعاء أمام المحكمة المختصة.
تعليمات التخييم الآمن
1 أخذ الحيطة والحذر من أي أخطار حول محيط التخييم
2 إحضار كمية كافية من الماء والطعام
3 التعرُّف على الخدمات العامة في الموقع وحوله
4 الاحتراس من الحياة البرية
5 القيادة بحذر وتجنب تدمير الغطاء النباتي
6 ترك المكان نظيفًا بعد التخييم، ووضع النفايات في مكانها المخصص
7 الابتعاد عن استخدام الحطب المحلي، واستبداله بالحطب المستورد
8 استخدام نار المخيم بطريقة آمنة، واستخدام الأدوات المناسبة لإشعالها بما يحافظ على الغطاء النباتي
المصدر: المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر