[issue-single-data]

أصحاب الاستدامة

أصحاب الاستدامة

كنانة دحلان

في كوكبنا الأخضر مشكلات كثيرة. وجزءٌ كبير من هذه المشكلات نحن صنعناها، نحنُ البشر تحديدًا. وعلى مدى تاريخه الطبيعي الضارب فيما لا نعلم من حقب، أدار الكوكب شؤونه بناموس إلهي محكم. وحين هبطنا إليه بدأنا؛ ألهمنا الخالق أن نُعمّره، وهدانا إلى المهارات الأولى في الصيد،والزراعة، من أجل أن نحافظ على بقاء النوع البشري الذي استخلفه الخالق على أرضه.
جاءت حقبة الإنسان بعد حِقَب هائلة من التاريخ الطبيعي، وعلى مدى قرونٍ طويلة جدًا لم يكن تأثير الإنسان خطرًا على طبيعة الكوكب، إلا حين وصل إلى ما نعرفه اليوم بـ”العصر الحديث”. وهنا بدأت المشكلات، مشكلة تلو أخرى، ومع التراكم صارت مشكلات.. مشكلات كثيرة.
صُنّاع القرار وقادة العالم يتعاملون – في السنوات الأخيرة – مع مشكلة كبرى اسمها “التصحر” الذي يشمل كلَّ شيء، يشمل الغطاء النباتي، يشمل مملكة الحيوان، يشمل شواطئ البحار، يشمل أعماق المحيطات أيضًا.
وهذه المشكلات التي تسبّب الإنسان فيها، سوف تعود نتائجها إليه في النهاية؛ أي الإنسان مشمول بـ”التصحر”، عاجلًا أو آجلًا.
وهنا، أخذت القصة فصلها الجاد، من أجل استعادة ما فقدته أجزاء من الكوكب، من نُظم بيئية، أو كائنات، أو موائل. وما شهدته العاصمة الرياض، طوال أيام، له هدف عالميٌّ واحد، هدف “الاستعادة” والعودة إلى “الاستدامة”. فهذه الأخيرة، كانت موجودة قبل التدخل البشري السلبي، عبر المصانع والسيارات والطائرات والصيد الجائر وتجريف النبات وتلويث المياه.
وكمجتمعٍ لنا دور مهمٌّ جدًا بالطبع. فنحن وأبناؤنا وأحفادنا، والأجيال اللاحقة، أصحاب النتيجة النهائية من “الاستعادة” و”الاستدامة”.

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

مقالات ذات صلة :

ابحث عن مقـــــال داخـــل الأعداد