حين مرّ اليوم العالمي للحياة الفطرية، كانت المملكة العربية السعودية في موقع ريادة عالمية، بفضل تكامل منظومتها البيئية، وما تجسِّده مفاعيل هذه المنظومة على أرض الواقع من نتائجَ وحقائقَ ومُنجزاتٍ مشهودة وفاعلة، ليس في الداخل الوطني فحسب، بل في محيطها الإقليمي، ودورها الدوليّ.
صقور “هدد” في السماء
يومًا بعد آخر؛ يبرز – على نحو أكثر – دور المملكة الفعَّال في المحافظة على التنوع الأحيائي عبر منجزات دولية مختلفة.
من بينها ما حققه نادي الصقور السعودي من إنجاز مهم بإطلاق أول دفعة من الصقور خارج المملكة، ضمن برنامج “هدد” لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية، وذلك في نوفمبر 2023م.
الإطلاق خطوة مهمة، تُسهم في تعزيز ريادة المملكة في الحفاظ على البيئة واستدامة الحياة الفطرية، والسعي إلى استدامة الموروث المرتبط بهواية الصقارين، والمحافظة على الصقور المهددة بالانقراض محليًا ودوليًا.
ويتسق برنامج “هدد” مع التزام المملكة بحماية الطبيعة، وإثراء التنوع الأحيائي، واستدامة المصادر الطبيعية محليًا وعالميًا؛ انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية لحماية الصقور في المملكة والعالم.
وقد تضافرت جهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية مع نادي الصقور
المسؤولية
نشر الوعي حول أهمية الحياة الفطرية والتحديات التي تواجهها.
دعم المنظمات التي تعمل على حماية الحياة الفطرية.
تقليل استهلاكنا من الموارد الطبيعية للحفاظ على الموائل الطبيعية.
دعم القوانين التي تحمي الحياة الفطرية من الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة.
معًا، يمكننا حماية الحياة الفطرية وخلق مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.
لإنجاح هذا الإطلاق ، حيث قام المركز بإصدار تراخيص الطرح والإطلاق لضمان استدامة الأنواع والهواية ، وتحديد المعايير والأسس العلمية للإطلاقات المحلية والدولية ومتابعتها، وتزويد البرنامج ببعض الصقور التي أعيد تأهيلها في مركز الإيواء، ونفذ النادي في الإطلاق الدولي للصقور المعايير المطلوبة من الدراسات المسبقة للمواقع التي ستطلق فيها الصقور، وتم إشراك الباحثين والمجتمع المحلي من المملكة ودولة الإطلاق لتحديد المخاطر التي تتعرض لها الطيور المطلقة ومتابعتها بأجهزة التعقب الفضائية.
النمر العربي
الحدث الدولي الثاني؛ هو الإنجاز النوعي الذي قدمته المنظومة البيئية في المملكة لاستعادة النمر العربي، وإكثاره، والسعي إلى تمكينه من بيئته الطبيعية.
ريادة الأنواع المهاجرة
أما الحدث الدولي الثالث؛ فهو حصول المملكة ـ ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ـ على جائزة
«الريادة للأنواع المهاجرة» التي تمنحها «اتفاقية المحافظة على الأنواع الفطرية المهاجرة» وذلك خلال الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية المنعقد في مدينة سمرقند بجمهورية أوزباكستان خلال الفترة من 12 – 17 فبراير 2024م، تحت شعار «الطبيعة لا تعرف الحدود».
وجاءت الجائزة نظير مساهمة المملكة في دعم وقيادة مبادرة معالجة الصيد والأخذ والاتجار غير النظامي للأنواع المهاجرة في منطقة جنوب غرب آسيا، للفترة من 2024 – 2026م. ويعكس هذا التكريم الدولي حجم الجهود التي تبذلها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لحماية الحياة الفطرية والمحافظة على التنوع الأحيائي، بما يعزز الدور الريادي والقيادي للمملكة وحضورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال إطلاق ودعم المبادرات والبرامج التي تهدف إلى المحافظة على البيئة وحمايتها.
وما يميز جهود المملكة هو أنها منظومة متكاملة من الإجراءات، بدأت بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة الجديدة، وتنظيم الصيد، والمعايير الخاصة بقائمة الأنواع المحمية، بالإضافة إلى إنفاذ هذه الأنظمة من خلال إنشاء قوات خاصة للأمن البيئي لإنفاذ الأنظمة، وأتمتتها، وتعزيز الوعي البيئي من خلال برامج نوعية.
تكريم عالمي عالٍ
ومما يميّز اليوم العالمي للحياة الفطرية هو ذلك التكريم العالي للتنوع الاستثنائي للنباتات والحيوانات على كوكبنا. من القطط الكبيرة المهيبة التي تجوب السافانا إلى الفراشات الرقيقة التي ترفرف عبر الغابات المطيرة، حيث يركز الاحتفال العالمي أضواءه على النسيج الغني للحياة الفطرية التي تعيش على أرضنا.
في هذا اليوم نستكشف الحاجة الملحة لتضافر الجهود لزيادة الوعي حول التهديدات التي تواجهها الأنواع المختلفة. ونكتشف القصص الملهمة للنجاح والقدرة على الصمود، حيث يجتمع الأفراد والمنظمات لحماية النظم البيئية الضعيفة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. ونتعرف على المبادرات المبتكرة ومشاريع إعادة تأهيل الحياة الفطرية وجهود الحفاظ عليها التي يقودها العالم وتُحدث فرقًا ملموسًا على نطاق عالمي.
موضوع اليوم العالمي للحياة الفطرية 2024 هو «الربط بين الناس والكوكب: استكشاف الابتكار الرقمي في الحفاظ على الحياة الفطرية»، ويسلط الضوء على دور التقنيات والحلول الرقمية في تعزيز الحفاظ على الحياة الفطرية والتنمية المستدامة.
وتنبثق أهمية الحياة الفطرية من عدة عوامل من بينها التوازن البيئي، إذ تؤدي الحياة الفطرية دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي، و تُساعد في تثبيت التربة، ومكافحة الآفات، والتحكم في المناخ. وكذلك الأمن الغذائي، حيث تُعد مصدرًا هامًا للغذاء والدواء للعديد من المجتمعات حول العالم. إلى جانب القيمة الاقتصادية نظرًا لما توفره من فوائد اقتصادية كبيرة من خلال السياحة والترفيه والصناعات المختلفة. فضلًا عن القيمة الثقافية باعتبارها جزءًا مهمًا من الثقافات والتقاليد لدى العديد من الشعوب.
وتواجه الحياة الفطرية العديد من التحديات من بينها فقدان الموائل بسبب التوسع العمراني وإزالة الغابات، والتلوث الذي يشكل خطرًا كبيرًا ويُمكن أن يُسبب الأمراض والموت. إلى جانب الصيد الجائر الذي يعد من أهم الأسباب التي تُهدد بانقراض العديد من الأنواع من الحيوانات. وكذلك تغير المناخ الذي يُؤدي إلى تغيير الموائل وتقلص الموارد الغذائية.
أرقــــــــــام
50,000
نوع من أنواع الحياة الفطرية تلبي احتياجات مليارات الناس في أرجاء العالم
1
1 من كل 5 أفراد في العالم يعتمد على الأنواع الفطرية في الكسب والغذاء
2.5B
ملياران ونصف المليار يعتمدون على الوقود الخشبي في الطهي
1M
مليون نوع مهدد الانقراض
المصدر : الأمم المتحدة