- كنوز البحر الأحمر.. جهود رائدة لحماية التنوع البيولوجي البحري
- اجتماع جدة الدولي.. خطوة نحو مستقبل مستدام
جرس إنذار جديد في جدة
تواجه الشعاب المرجانية في العالم تهديدًا متزايدًا، يشكل خطرًا مباشرًا على صحة ورفاهية ملايين البشر. وقد يؤدي هذا التهديد إلى تعطيل كثير من النظم البيئية البحرية بشكل كبير. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت هناك مناطق بحرية تتمتع بتنوع بيولوجي استثنائي، ومن أبرزها البحر الأحمر وخليج عدن.
البحر الأحمر واحد من أهم وأطول بيئات الشعب المرجانية في العالم، ويحتوي على أكثر من 6% من أنواع المرجان المستوطنة. وهذا التنوع الحيوي الغني ناتج عن مجموعة من العوامل البيئية والتاريخية، وهو ما يجعل هذه المنطقة مختبرًا طبيعيًا لدراسة التكيُّف والتطور في البيئات البحرية القاسية.
ومع ذلك، فإن هذا النظام البيئي الهش يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية والضغوط البشرية، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الأبحاث لفهم آليات مقاومة هذه التحديات وحماية هذا الكنز الأحيائي.
اجتماع مهم في جدة
في هذا السياق، استضافت محافظة جدة خلال شهر سبتمبر 2024، الاجتماع الدولي الثامن والثلاثين للمبادرة العالمية للشعاب المرجانية (ICRI-International Coral Reef Initiative)، بمشاركة خبراء وباحثين وصنَّاع قرار في مجالات حماية البيئة البحرية من داخل وخارج المملكة. اجتمع الخبراء لتبادل الخبرات والمعرفة، ومناقشة التوجهات المستقبلية والتحديات الراهنة في حماية الشعاب المرجانية.
وشملت المناقشات الرئيسة الحفاظ على الشعاب المرجانية، ومراقبة أحداث التبييض، وسلَّطت ورش العمل والجلسات والرحلات الميدانية الضوء على الأهمية البيئية لأنظمة الشعاب المرجانية المحلية.
أهمية عالمية
ويكتسب هذا الحدث العلمي العالمي أهميته من حيث المشاركين والمواضيع التي تمت مناقشتها؛ إذ بحث سبل تعزيز حماية الشُّعب المرجانية من التهديدات التي تواجهها مثل: التغير المناخي، والتلوث، وممارسات الصيد غير المستدامة، وغيرها من أنشطة الاقتصاد الأزرق المتنوعة. كما يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي بين الحكومات والجهات ذات العلاقة والشركات الخاصة لمواجهة التحديات التي تواجهها الشعب المرجانية. وشدد على ضرورة تنظيم أنشطة الاقتصاد الأزرق بما يحقق التوازن ما بين الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية، وأهمية بناء وتمكين القدرات البشرية عبر التدريب والتبادل المعرفي بين العلماء والباحثين وصنَّاع القرار لتعزيز آليات حماية الشعاب المرجانية حول العالم، بالإضافة إلى آفاق تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الشعب المرجانية ودورها الحيوي في التنوع الأحيائي والاقتصاد الأزرق.
البحر الأحمر.. كنز من التنوع الأحيائي العالمي
ويُعدُّ هذا الحدث فرصة مهمة لاستكشاف أهمية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وخليج عدن ككنز تنوع أحيائي عالمي. وجرى استعراض أحدث الأبحاث التي تؤكد قدرة هذه النظم البيئية على الصمود في وجه التغيرات المناخية، بفضل الجغرافيا الحيوية الفريدة للمنطقة، التي أدت إلى ارتفاع معدلات توطين الأنواع المرجانية وتحملها للحرارة.
وتعرَّف المشاركون في الاجتماع على جهود المؤسسة العامة للمحافظة على الشُّعَب المرجانية والسلاحف
في البحر الأحمر (شمس) ومبادراتها المبتكرة لتحقيق استدامة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وذلك من خلال تنفيذ خطط شاملة للحماية و اعادة التأهيل بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين. وتسهم هذه الجهود في تعزيز التنوع البيولوجي البحري في المملكة العربية السعودية، وتضعها في صدارة الدول الرائدة عالميًا في مجال الحفاظ على الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية. وأكد هذا الاجتماع أيضًا على التعاون العالمي، وتعزيز استراتيجيات الحماية وتنفيذ خطة العمل 2021-2024 للحفاظ على الشعاب المرجانية.
5.3 % من إجمالي مساحة الشعاب المرجانية في العالم
تغطي الشعاب المرجانية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن 13605 كيلومترات مربعة، أي ما يقرب من
5.3 % من إجمالي مساحة الشعاب المرجانية في العالم، طبقًا لموقع.(ICRI) وتوفر الشعاب المرجانية في البحر الأحمر الغذاء لأكثر من 28 مليون شخص يعيشون على طول ساحلها.
وتبلغ قيمة المصايد التي يتم إنزالها حوالي 230 مليون دولار أمريكي سنويًا في المنطقة، بينما تتجاوز العائدات السنوية من السياحة 12 مليار دولار أمريكي.
شعاب وسلاحف
تضمن الاجتماع كثيرًا من الورش المتخصصة والجلسات العلمية، ومن بينها:
- منطقة البحر الأحمر.. ملجأ مناخي للشعاب المرجانية
- الاستعداد للمستقبل.. تعزيز قدرة الشعاب المرجانية على الصمود
- الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية
- تبييض الأشجار.. الرصد والاستجابة
- مبادرة ForCoral.. تعزيز التأثير وإطالة العمر
- إشراك الشباب وتمكينهم ودعمهم في الحفاظ على الشعاب المرجانية.. نحو مستقبل صحي ومنتج ومرن
المبادرة العالمية للشعب المرجانية ( ICRI )
تضم المبادرة العالمية للشعب المرجانية ( ICRI )׳ 45 دولة تغطي 75 % من الشعب المرجانية في العالم. وتُعدُّ المبادرة منصة دولية تهدف إلى حماية الشُعب المرجانية والنظم البيئية البحرية المتنوعة والمحافظة عليها في جميع أنحاء العالم. وتأسست المبادرة عام 1994م، وجرى الإعلان عنها في المؤتمر الأول لأطراف اتفاقية التنوع الأحيائي في ديسمبر 1994م، وفي الجزء رفيع المستوى من الاجتماع بين الدورات للجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في أبريل 1995م.
وتهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية الشعاب المرجانية والنظم البيئية المرتبطة بها على مستوى العالم، فيما يتعلق بالاستدامة البيئية والأمن الغذائي والرفاهية الاجتماعية والثقافية. كما يتم الاعتراف بجهود المبادرة الدولية للشعاب المرجانية بشكل منتظم في وثائق الأمم المتحدة، مما يبرز الدور المهم الذي تؤديه في التعاون والتنسيق والدعوة على الساحة الدولية.