[issue-single-data]

المركز أعاد توطين أكثر من 7 آلاف كائن عبر برامج الإكثار الطبيعة تتعافى في موسم الإطلاقات

المركز أعاد توطين أكثر من 7 آلاف كائن عبر برامج الإكثار الطبيعة تتعافى في موسم الإطلاقات

ما بين أكتوبر وأبريل من كل عام، تستقبل المحميات والمتنزّهات الطبيعية في المملكة، قائمة طويلة من الكائنات الفطرية العائدة إلى الطبيعة. ويجنّد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية فرق عملٍ لتنفيذ مهمة الإطلاقات الموسمية، عبر 3 مراكز متخصصة تعمل تحت مظلته.
إنها إحدى المبادرات الثلاث التي يشارك بها المركز في المبادرات الوطنية الكبرى «السعودية الخضراء»، ويتركّز عمل مبادرة الإطلاقات على رعاية وإكثار أنواع فطرية تواجه خطر الانقراض.

تُجهّز المراكز المتخصصة صناديقها الخشبية، وتنقل الكائنات الفطرية الحيوانية إلى المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية، لتُطلقها في موائل أنسب لحياتها وتكاثرها، وإعطائها فرصة للحفاظ على النوع ذاتيًا، بوصفها من الثروات البيولوجية المهمة للطبيعة.

إكثار وإعادة توطين
برامج إكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض تقع ضمن الأدوار الرئيسة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، باعتبارها عاملًا أساسيًا في إعادة تأهيل النظم البيئية وإثراء التنوع الأحيائي وتعزيز التوازن البيئي.

وذلك ما يُرسّخ مفهوم الاستدامة البيئية ويُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لبناء بيئة إيجابية جاذبة، وتحسين مستوى جودة الحياة. كما يسهم في رفع الجاذبية السياحية للمحميات والمتنزهات، تماشيًا مع الجهود العالمية للحفاظ على البيئة.

وهذا العام، كما في كل عام، أعلن المركز عن بدء عدد من الإطلاقات في عدد من المحميات والمتنزهات الطبيعية. وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور محمد قربان، أن مبادرات الإطلاق تعمل على متابعة القطعان لرصد نجاحها في التكيف والتكاثر بشكل طبيعي في البرية، وذلك باستخدام التقنيات الأحدث في تعقب المجموعات الفطرية.

عودة 7000 كائن
وقد نجح برنامج الإطلاق في إعادة توطين أكثر من 7000 كائن فطري، تشمل الحبارى الآسيوي، والنعام أحمر الرقبة، والأرنب البري، وظباء الريم، والإدمي، والمها العربي، والوعل الجبلي، والقطا، وعقاب السهول، والعقاب الأسود، والنسر المصري، وحمام طويل الذنب، والقميري، والسمان.

ويُنفذ المركز أبحاثًا تتعلق بظروف هذه الكائنات لتوفير معلومات عن التوقيت الجيد وتركيبة المجموعات المخطط إطلاقها في المحميات بشكل دوري. ويتابع ويرصد التنوع الأحيائي في المناطق المحمية باستخدام التقنيات الحديثة لتعقب المجموعات الفطرية، وتوثيق المعلومات المتعلقة بكل محمية، وجمع البيانات وفهم الممكنات والمخاطر التي تواجه الحياة الفطرية في البيئة البرية.

مراكز متخصصة
يمتلك المركز مراكز أبحاث متخصصة في إكثار الكائنات المهددة بالانقراض وتوطينها في بيئاتها الطبيعية. وتبدأ أسسه العلمية في مراكز الإكثار بالإدارة الوراثية للكائنات المستهدفة، مرورًا بالرعاية البيطرية والتغذية المناسبة، ثم التأهيل، حتى تصل الكائنات إلى مرحلة الإطلاق الذي يتم في المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية.

وهناك مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة في منطقة الرياض الذي يعمل على تنفيذ ستة برامج للإكثار، تشمل: ظباء الريم، وظباء الإدمي، وظباء نيومان، والوعل الجبلي، والمها العربي، والظبي الفرساني.

كما أن هناك مركز الأمير سعود الفيصل في محافظة الطائف،

وهو يضم برامج إكثار لأنواع فطرية محلية، تشمل: طائر الحبارى الآسيوي، والمها العربي، وطائر النعام أحمر الرقبة، والوعل الجبلي، وظباء الإدمي، والأرنب البري، والنمر العربي، وقد نُقلت اختصاصات ومهام إكثاره إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا.

معايير عالمية
ويتولى المركز عمله عبر مشاركة بقية الإدارات الأخرى في الإدارة العامة للمحافظة على البيئة البرية، والقيام بالأبحاث الحقلية التطبيقية؛ لرفع جودة العمل ومتابعة تكاثرها في بيئاتها الطبيعية. بالإضافة إلى دراسة النظم البيئية في البيئات المختلفة، وتحفيز الدعم من قبل جميع شرائح المجتمع؛ للمحافظة على المكتسبات الوطنية في مجالات الحياة الفطرية من خلال التوعية البيئية.

وفي هذا السياق، يمتلك المركز مرافق بحثية حديثة تلتزم بالمعايير الدولية، مما يضمن استعداد الأنواع لإطلاقها في المحميات والمتنزهات الوطنية.

ويتتبع المركز الأنواع المدرجة باستخدام تقنيات متطورة لتقييم نجاح التكاثر، وتحسين فعالية البرنامج وتحقيق أهدافه في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، واستعادة التوازن في النظم البيئية، وحماية البيئة للأجيال القادمة. ويسعى من خلال هذه الجهود وغيرها لزيادة الوعي والمعرفة من أجل مستقبل أكثر خضرة وأكثر استدامة.

لأول مرة منذ قرن.. المها العربي في «نيوم»
تعدُّ عودة المها العربي إلى محمية نيوم حدثًا فريدًا، إذ لم يشاهد هذا الحيوان في المنطقة منذ قرابة القرن. وتعكس هذه الجهود المشتركة لإعادة توطين الكائنات الفطرية التزامًا قويًا بالحفاظ على التنوع البيولوجي وإعادة إحياء الأنواع المهددة بالانقراض.

يتم ذلك بالتعاون مع المركز حيث كانت أولى الخطوات في أواخر عام 2022، بإطلاق أربعة أنواع من الحيوانات البرية تشمل: المها العربي، والوعل، والغزال الرملي (ظبي الريم)، والغزال الجبلي.

تم الإطلاق ضمن المرحلة الأولى من برنامج إعادة توطين الكائنات الفطرية التي تشمل إطلاق عدد من الحيوانات البرية في المحمية التي تمتد على مساحة 25,000 كلم مربع.

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

مقالات ذات صلة :

ابحث عن مقـــــال داخـــل الأعداد