في المؤتمر العالمي الخامس والأربعين، المنعقد في مدينة الرياض، يوم العشرين من سبتمبر لعام 2023، أعلنت منظمة اليونيسكو عن تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي، ليكون الإعلان الحدث الأبرز سعوديًا على الصعيدين البيئي والثقافي معًا، في العام الجاري.
التسجيل الذي وضع المحمية في أول موقع تراث عالمي طبيعي سعودي، وسابع موقع تراث عالمي في المملكة، كان حصيلة جهود متراكمة، منذ استشعار المسؤولين البيئيين في المملكة الإنذار البيئي الأول في سبعينيات القرن الماضي؛ باختفاء المها العربي من المنطقة، مرورًا بتأسيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عام 1986م، ثم صدور قرار مجلس الوزراء عام 1992 بإعلان عروق بني معارض محميةً طبيعية، ثم بدء تشغيل المحمية 1995م، وصولًا إلى تكامل التشريعات والآليات والجهود التي جعلت من «العروق» مكانًا شاسعًا متنوع البيئات، وحاضنًا لـ930 نوعًا فطريًا من مملكتَي الحيوان والنبات في أكبر صحراء رملية في العالم.
إنها هدية المملكة إلى العالم، بما يعنيه التسجيل من أن «المحمية ثروة لا تقدر بثمن، ولا يمكن تعويضها ليس فقط للمملكة العربية السعودية، ولكن للبشرية جمعاء»، وهذا ما أكده الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لحماية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان في كلمته التي تلاها يوم إعلان تسجيل المحمية في اليونيسكو، وذلك لأن «محمية عروق بني معارض من المواقع (ذات قيمة استثنائية) بسبب صفاتها الفريدة، وأن أهميتها تتجاوز الحدود الوطنية، لتصبح أهمية مشتركة للأجيال الحاضرة والمقبلة للبشرية قاطبة».