[issue-single-data]

محمية الإمام تركي بن عبدالله ثاني أكبر محمية سعودية

محمية الإمام تركي بن عبدالله ثاني أكبر محمية سعودية

40 طائرة (درون) تراقبها على مدار الساعة.

على الرغم من حداثة عهدها بين المحميات الطبيعية السعودية، نجحت محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في أن تضع لها مكانة مهمة بين المحميات. ففي العام المنصرم 2024، اعتُمدت رسميًا للترشح على القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، وذلك تتويجًا لجهود العمل المناخي ومبادرات التشجير وتحسين إدارة الموارد الطبيعية والمناطق المحمية فيها.
تتمتع هذه المحمية بجمال طبيعي مذهل، وتنوع بيئي فريد؛ نتيجة لحجمها الشاسع وتضاريسها المتنوعة بين الجبال الشاهقة، والسهول الواسعة، والهضاب البازلتية، وهو ما يوفر تباينًا جذابًا في المحمية، وموائلَ متنوعة، إلى جانب الملاجئ الحيوية لمجموعة واسعة من الحياة الفطرية، ومن بينها الأنواع المقيمة والمهاجرة والنباتات المختلفة.
وجاء ترشيح المحمية خلال المؤتمر العالمي للمناخ (كوب 28)، بعد تسجيلها في قاعدة البيانات العالمية للمناطق المحمية (WDPA) التي يصدرها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، بناءً على قرارات اللجنة العالمية للمناطق المحمية بالتعاون

مع المركز العالمي لرصد وحفظ الطبيعة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتشير هذه الخطوة إلى فعالية نظم الإدارة في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، التي وضعتها هيئة تطوير المحمية وأسهمت في اجتياز المرحلة الأولى من تقييم خبراء إدارة المحميات الطبيعية، وفقًا لمعايير القائمة الخضراء للمحميات، التي هي من أهم وأعلى المقاييس المعتمدة لكفاءة أساليب الإدارة في المحميات الطبيعية، وتطبيق مبادئ الاستدامة البيئية على مستوى العالم.
موقع ومساحة
تقع محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية على مساحة 91.500 كيلومتر مربع شمال شرق المملكة، وترتبط حدودها بخمس مناطق إدارية، هي: الجوف والقصيم وحائل والحدود الشمالية والمنطقة الشرقية، وهي ثاني أكبر محمية في المملكة العربية السعودية من حيث المساحة، وقد تمَّ الإعلان عنها في عام 2018.

تأهيل الغطاء النباتي
كنتيجة طبيعية لحجمها الشاسع وتضاريسها المتنوعة، فإن المحمية تتمتع بتنوع بيني فريد، وذلك بفضل الإنجازات التي ترتكز على حوكمة ممارسة الأعمال والأنشطة في نطاق المحمية، فقد شهدت بيئتها الطبيعية تغيرًا في جوانبها الفطرية على نطاق واسع الامتداد، وذلك وفقًا لبرتوكول إعادة تأهيل الغطاء النباتي والتجدد الطبيعي للنباتات، واستراتيجية إدارة هيئة المحمية في التعامل مع التغير المناخي والاستخدامات غير المستدامة، من حيث إعادة تأهيل الغطاء النباتي والتجدد الطبيعي للنباتات بمختلف الأنشطة، ممثلةً في استعادة النظم البيئية، واستزراع الأشجار Afforestation، والتجديد الطبيعي Nature Regeneration، واستزراع النباتات البرية في الموائل بمختلف مراحل عمليات الاستزراع، وبما يشمل اختيار الموقع، وتجميع البذور، والاستنبات، والإكثار، ونقل النباتات إلى المناطق البرية، والحماية، والحفر، والري، إلى جانب إجراءات تقييم استرجاع الحياة البرية، وعمليات نقل الأشجار المعمرة من مناطق الأشغال والتعدين، وتوفير السلامة العامة والحماية، ومشاركة المجتمع المحلي.

الموقع والمساحة

تقع على مساحة 91.500 كيلومتر مربع شمال شرق المملكة

ثاني أكبر محمية في المملكة العربية السعودية من حيث المساحة

مع التغير المناخي
لقد وضعت هيئة تطوير المحمية استراتيجية فعالة للتعامل مع التغير المناخي الذي تتعرض له المملكة العربية السعودية كجزء من العالم، والاستخدامات غير المستدامة للمحمية خلال العقود الماضية، وهو ما أدى إلى اختلال التوازن البيئي.
وتعتمد استراتيجية هيئة تطوير المحمية على التعامل مع التغير المناخي وتوفير برامج تُسهم في التقليل التدريجي للنشاطات الإنسانية غير المستدامة للأنظمة البيئية، بما فيها الرعي والاحتطاب والصيد، وغيرها من نشاطات أسهمت في الإخلال بالأنظمة البيئية.
كما تعمل استراتيجية هيئة تطوير المحمية على تأهيل الأنظمة البيئية المتدهورة، والترويج للاستخدام المستدام؛ لتكون نموذجًا عالميًا للتنمية المستدامة غير المستخدمة للكربون؛ إذ تمَّ وضع خطة تطويرية للمحمية تحقق تنمية اقتصادية للمجتمعات المحلية دون إحداث أي ضرر على الأنظمة البيئية للمحمية.

ازدهار الغطاء النباتي
شهد الغطاء النباتي تجددًا واضحًا وجليًا في المحمية، وبالأخص خلال عام 2023، ومطلع عام 2024. وهذا ما أكدته الشواهد الميدانية، وتقنيات الاستشعار عن بعد، ممثلة بمؤشر الغطاء النباتي NDVI الذي أظهرت نتائجه وجود مساحة تغطية نباتية أعلى في عام 2024، شملت نباتات وشجيرات وأشجار دائمة وحولية؛ إذ قدرت مساحة التغطية النباتية لموسم 2024 بنحو (7788) كم2، وهو ما يتوافق مع الواقع الميداني المشاهد خلال موسم عام 2024، حيث اختلفت كثافة الغطاء النباتي مكانيًا وزمانيًا عن الأعوام المنصرمة بشكل واضح. وهذا ما أكدته القيم الرقمية للتغطية المساحية، من خلال نتائج قيم المؤشر النباتي لعام 2023، التي سجلت مساحته تقريبًا (6141) كم2، وهو ما يُثبت وجود تجدُّد وزيادة في الكثافة النباتية.

إنجازات
شملت إنجازات هيئة تطوير المحمية زراعة أكثر من 750.100 شتلة محلية، وذلك لتعزيز الغطاء النباتي، وإعادة توطين عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، من بينها المها العربي، وظباء الريم، والنعام أحمر الرقبة، والأرنب البري، والوبر الصخري. وقد أسهمت هذه الجهود في تحسين الغطاء النباتي بنسبة %8.5، وهو ما أدى إلى تحسين جودة الهواء والحد من التصحر، وخلق بيئة طبيعية مستدامة تلبي احتياجات الأجيال الحالية والقادمة.
كما تمكنت هيئة تطوير المحمية من خلال برامج الرصد البيئي من توثيق أكثر من 200 نوع نباتي، و184 نوعًا من الطيور، و15 نوعًا من الثدييات. وهذا ما يؤكد الأثر الإيجابي الذي أحدثته جهود هيئة تطوير المحمية في حماية التنوع الأحيائي واستعادة التوازن البيئي، وتشكيل قاعدة بيانات علمية تُسهم في توجيه خططها المستقبلية بشكل مدروس وفعّال.

أرقــــــام وإنجـــــــازات
91500 كم2: مساحتها الإجمالية.
5 مناطق إدارية مرتبطة بها.
7788 كم2: مساحة التغطية النباتية لموسم 2024.

750.100 شتلة محلية جديدة.
40 طائرة (درون) تراقبها على مدار الساعة.
%220 زيادة معدل كفاءة فرق العمل.

جهود حماية الكائنات
إعادة توطين:

  • المها العربي
  • ظبي الريم
  • النعام أحمر الرقبة
  • الأرنب البري
  • الوبر الصخري
    ظبي الأدمي

منذ الربيع الماضي، شهدت المحمية ازدهارًا نباتيًا ملحوظًا، وقد أكدت البحوث العلمية والدراسات الميدانية انعكاس ذلك الازدهار على تحسن جودة الهواء، وانخفاض حدة العواصف الترابية في عدة مناطق وسط المملكة. وبهذا، أصبحت المحمية نموذجًا لنجاح مشاريع التشجير وحماية البيئة وصون التوازن الطبيعي؛ إذ إنه مع ازدهار الغطاء النباتي ازداد ثراء المحمية بأنواع مختلفة من الطيور التي تتغذى على الحيوانات النافقة والقوارض الصغيرة والحشرات، وهو ما يعني أهمية بالغة لتوازن النظام البيئي، ودورة الحياة الطبيعية في المحمية. وإلى جانب ذلك، فقد ظهرت حيوانات أخرى في المحمية من بينها القط الرملي والبري، والذئب العربي، والضبع المخطط، والثعلب الأحمر، والثعلب الرملي، وغرير العسل، وقنفذ الصحراء، وأنواع من القوارض، وأنواع مهمة من الزواحف، والسحالي، والثعابين، ومجاميع كبيرة من أنواع عديدة من الحشرات.

منهجيات وتقنيات
اعتمدت هيئة تطوير المحمية على منهجيات بحثية وعلمية سليمة، إلى جانب تطبيق المعايير الأكاديمية المعتمدة لدراسة مدى تطور الغطاء النباتي في المحمية، وذلك من خلال مشروع مؤشر تقييم الغطاء النباتي عبر قراءة الفرق المعياري للغطاء النباتي (NDVI)، الذي استخدم نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد والمؤشرات الطيفية والتحليل البياني لمرئيات الأقمار الصناعية.
كما وظَّفت هيئة تطوير المحمية الطائرات دون طيار (درون)، في تعزيز الحماية والرصد البيئي، وذلك لمنع المخالفات، وإنفاذ قواعد منع الاحتطاب وقطع الأشجار، وتقنين ممارسات الرعي والصيد والتخييم داخل نطاق المحمية، التي تعدُّ مقصدًا مهمًا للسياحة البيئية، وخاصة في فصلي الشتاء والربيع.

حيوانات ظهرت

  • القط الرملي والقط البري
  • الذئب العربي
  • الضبع المخطط
  • الثعلب الأحمر والثعلب الرملي
  • غرير العسل
  • قنفذ الصحراء
  • أنواع مختلفة من السحالي
  • أنواع مختلفة من الثعابين
  • أنواع مختلفة من القوارض
  • أنواع كثيرة مختلفة من الحشرات

وتستخدم المحمية أحدث التقنيات لتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، وذلك بتقليل اعتمادها على المركبات ذات الدفع الرباعي، التي تعمل بالوقود الأحفوري، واستبدال طائرات دون طيّار “درون” بها، وذلك بهدف رفع كفاءة حماية البيئة، وسهولة الوصول للمناطق الوعرة، ونشر البذور في مساحات واسعة.
وأطلقت هيئة المحمية أضخم مشروع من نوعه للحماية والرصد البيئي، وتمَّ من خلاله تشغيل 40 طائرة دون طيار (درون)، وهو ما أدى إلى تعزيز عمليات رصد المخالفات مثل: الاحتطاب، والرعي الجائر، وتحقيق زيادة كبيرة في معدل كفاءة فرق عمل الحماية البيئية بنسبة %220، وذلك من خلال تقليل الوقت الذي كان يحتاج إليه المراقب البيئي لتغطية مساحة 427 كم2 من 13 ساعة إلى 4.3 ساعات عمل فقط، وتدريب أكثر من مئة من المراقبين البيئيين والجوالة، كمكون أساسي لمنظومة تقنية تعمل عليها هيئة تطوير المحمية تشمل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات.

تحقيق مستهدفات رؤية 2030
وتتسق مبادرات ومشاريع هيئة محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مع المستهدفات الوطنية لرؤية المملكة 2030، من خلال العمل على حماية الغطاء النباتي والتنوع الأحيائي، بما يشمل الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، ضمن الجهود الأوسع نطاقًا للحفاظ على البيئة الطبيعية.
وتعدُّ المحمية ركيزة أساسية في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء، وتُسهم في %14 من مساحة المناطق المعلنة كمحميات في المملكة.
ويُسهم الغطاء النباتي في الحدّ من الموجات الغبارية بنحو 14 ألف طن سنويًا، وزيادة احتجاز الكربون على مستوى المملكة بنحو 228 ألف طن حتى عام 2030، إلى جانب مكافحة تآكل التربة بنحو 10.000 طن خلال الفترة نفسها.

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

مقالات ذات صلة :

ابحث عن مقـــــال داخـــل الأعداد