في العام الجاري سجّل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية 12 من العقارب في مواقع سعودية مختلفة، بينها 4 أنواع من العقارب التي تُسجَّل أول مرَّة في العالم.
وكان آخر التسجيلات البحث العلمي الذي نشره المركز في 7 سبتمبر الماضي، في مجلة Zookeys العلمية الدولية، عن عقرب الهضب Leiurus hadb، الذي يُعدُّ النوع الـ35 من العقارب المسجّلة في البيئة الفطرية السعودية.
وجاء النشر بعد اكتشاف هذا النوع الجديد من العقارب. ويُعدّ هذا الاكتشاف الأول على مستوى العلم New for Science الذي تضمّ سجلاته العالمية أكثر من 2000 نوع من العقارب على مستوى الكرة الأرضية.
النوع المكتشف من جنس ليورس Leiurus في عائلة بوثيدي Buthidae، وتم الاكتشاف بواسطة فريق مكون من المركز. وموقع الاكتشاف هو محمية مجامع الهضب جنوب العاصمة الرياض، ولذلك حمل العقرب الجديد اسم المحمية السعودية.
وبناءً على وصف الشكل الظاهري والتحليل الجيني، أُضيف هذا النوع ضمن قوائم بنك مملكة الحيوان (Zoobank)، وبنك الجينات (Genbank).
دراسات الشكل الظاهري والوراثية الجزيئية للعقرب، أظهرت أن هذا النوع يختلف عن أنواع جنس «ليورس» الأخرى في المملكة العربية السعودية، وبهذا يرتفع عدد الأنواع المعروفة من هذا الجنس إلى 22 نوعًا عالميًا و5 أنواع في المملكة. وينتمي الـ34 نوعًا المسجلة سابقًا إلى 4 عائلات مختلفة.
ومن المقرر أن تستمر الجهود والدراسات في تحديد انتشار هذا النوع وتقييم حالته مستقبلًا، وذلك لتضمينه ضمن قوائم الحفاظ والصون بحسب معايير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN).
الأنواع الـ12 من العقارب المسجّلة متوطنة في المملكة العربية السعودية، ويعاني تسعة منها نقصًا في البيانات، بسبب عدم وجود معلومات كافية.
هذا النقص في البيانات يعرض هذه المخلوقات الفريدة لخطر كبير، يتمثل في ضرر لا يمكن إصلاحه لنظامها البيئي. ولذلك، فمن الضروري اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه القضية. أحد أكثر الاحتياجات إلحاحًا هو تطوير قاعدة بيانات وطنية شاملة لحيوانات العقارب، وذلك ما يوفر للباحثين ودعاة الحفاظ على البيئة المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حماية هذه الأنواع وإدارتها.
كما من المهم إجراء تقييمات منتظمة للتحقق من أن جهود الحفظ فعالة وحديثة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم رفع مستوى الوعي حول أهمية العقارب في النظام البيئي، وما تلعبه هذه المخلوقات من دور حيوي في الحفاظ على توازن بيئتها، وقد يكون لخسارتها عواقب بعيدة المدى.
من أجل تطوير استراتيجية حفظ تتسم بالكفاءة والفعالية باستخدام تقنيات تكميلية داخل الموقع وخارجه، يجب أن يكون لدينا فهم واضح للتوزيع الجغرافي لكل الأنواع المستهدفة.
خبير بيئة اللافقاريات – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية*