اختتم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المرحلة الثانية لفصل الصيف من برنامج مراقبة وتقييم التنوع الأحيائي المرتبط ببيئة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وذلك تنفيذًا لاستراتيجية استدامة البحر الأحمر التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد - حفظه الله - لتعزيز استدامة النظم البيئية الفريدة وصون التنوع الأحيائي البحري في المملكة.
وأوضح المركز أن نتائج المسوحات الميدانية التي نفذها باحثوه أظهرت تحسنًا ملحوظًا في صحة الشعاب المرجانية واستقرار النظم البيئية والتنوع الاحيائي المرتبط بها، دون تسجيل أي حالات ابيضاض شديدة رغم موجات الحرارة المرتفعة أو نفوق جماعي للكائنات البحرية، مؤكدًا أن شعاب البحر الأحمر تتمتع بقدرة استثنائية على مقاومة التغيرات المناخية مقارنة بمثيلاتها عالميًا، وهو ما يعكس نجاح الجهود الوطنية المرتبطة بالمبادرة ويعزز مكانة المملكة كنموذج رائد عالميًا في حماية وإدارة النظم البيئية البحرية والتنوع الأحيائي المرتبط ببيئة الشعاب المرجانية.
وبيّن أن فرق العمل استخدمت أحدث التقنيات لتوثيق التنوع الأحيائي المرتبط ببيئة الشعاب المرجانية، إلى جانب توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف الصور والمقاطع المرئية لرصد الأنواع البحرية والتغيرات في حالة الشعاب المرجانية.
وأضاف أن تنفيذ البرنامج تم بواسطة كوادر وطنية متخصصة من علماء وباحثي المركز باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد وأجهزة القياس الميدانية لقياس الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه اضافة الى رصد الأنشطة البشرية مثل مخلفات وشباك الصيد المهملة، بما يسهم في بناء قاعدة معرفية تدعم التخطيط البيئي المستقبلي وتحقيق مستهدفات المبادرة.
وأكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن برامجه ومشاريعه البحرية تُجسد التزام المملكة بتنفيذ مبادرة استدامة البحر الأحمر وتعكس تكامل جهود الجهات الوطنية في إطار رؤية المملكة 2030، بما يعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا كنموذج رائد في حماية التنوع الأحيائي البحري وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة واستدامة.