الرئيس التنفيذي لمركز "الحياة الفطرية: تسجيل محمية عروق بني معارض يعكس أهميتها الاستثنائية العالمية ويدعم جهود المحافظة
أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن تسجيل محمية عروق بني معارض -التابعة للمركز- في قائمة التراث العالمي الطبيعي لـ “اليونسكو” يعد انجازًا استثنائيًا كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وأول تسجيل في المنطقة منذ 17 سنة، مشيرًا إلى أن قائمة التراث العالمي هي القائمة الأكثر أهمية لمواقع التراث الطبيعي، وتعتمد معايير اختيار دقيقة جدا. بمناسبة تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
وقال الدكتور قربان أن الإنجاز يعكس الدعم اللامحدود من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- لقطاع البيئة والحياة الفطرية، كما يعكس التعاون الوثيق بين مؤسسات إدارة التراث الطبيعي والثقافي في المملكة، حيث تلقى ملف الترشيح دعم سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن. وقال إن قرار تسجيل المحمية الذي اتخذ أثناء الدورة السنوية الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي، التي تستضيفها الرياض خلال الفترة من 10حتى 25 من شهر سبتمبر الحالي، والذي يتزامن مع احتفالات المملكة بيومها الوطني، يعكس جهود المملكة المستمرة لحماية أنظمتها البيئية الطبيعية والمحافظة عليها ويوضح ما تتميز به من غنىً تراثي وتنوعٍ طبيعي في مختلف مناطقها.
وقال إن المواقع التي تضمها القائمة تحمل قيمة عالمية استثنائية للبشرية جمعاء حيث إن التواجد في القائمة طموح لجميع المحميات في العالم.
وعن أهمية إدراج المواقع في قائمة التراث العالمي الطبيعي لمنظمة اليونسكو بين الدكتور محمد قربان أن التسجيل يؤكد أن المحمية ثروة لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها ليس فقط للمملكة، ولكن للبشرية جمعاء.
ولذلك فإن محمية عروق بني معارض من المواقع “ذات القيمة استثنائية” بسبب صفاتها الفريدة، تتجاوز أهميتها الحدود الوطنية وتصبح أهمية مشتركة للأجيال الحاضرة والمقبلة للبشرية قاطبة.
وأكد أن التسجيل يسهم في حماية التراث الطبيعي وصونه ودعم التنمية المستدامة ويدعم الجهود الوطنية لحماية التراث الطبيعي ذي القيمة العالمية الاستثنائية وحمايته والمحافظة عليه وإصلاحه ونقله إلى الأجيال المقبلة.
وأوضح أن قائمة التراث العالمي الطبيعي التابعة لليونسكو أحد أهم قوائم المنظمة، ويتم التسجيل فيها ضمن معايير وشروط دقيقة من أجل تقدير القيمة العالمية الاستثنائية للمواقع، وتتضمن أن يحتوي الموقع على ظاهرة طبيعية متفردة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي، وأن تكون من الأمثلة البارزة التي تمثل نظم بيئية وأنواع خاصة من النباتات والحيوانات الفطرية، وأن تحتوي على أهم وأكبر الموائل الطبيعية لحفظ التنوع الأحيائي بالموقع، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض وذات القيمة العالمية الفريدة وأن يضم الموقع تكوينات جيولوجية فريدة ومناطق تشكل موائلًا لأنواع حيوانية ونباتية فطرية لها قيمة عالمية استثنائية.
وأضاف أن المركز عمل على الملف لمدة سنتين ونصف واطلع وفد اليونسكو على المكان، وكان المركز واضحًا جدًا في استعراض المنطقة بشفافية تامة لأننا نهتم بالتأكد من إداراتنا الفعالة لثرواتنا الطبيعية أكثر من اهتمامنا بالإنجاز.
وبين أن التسجيل يتطلب السلامة البيئية والتأكد أنه يتم إدارة هذه المواقع إدارة فعالة تضمن استدامتها وفقًا لأفضل الممارسات إضافة إلى وجود خطط للإدارة المستقبلية. واستوفت محمية عروق بني معارض معايير التراث العالمي، باعتبارها صحراء رملية تعكس مشاهد بانورامية لرمال صحراء الربع الخالي، إضافةً إلى الكثبان الخطية المعقدة الأكبر على مستوى العالم، كما تحتوي ظواهر طبيعية متميزة”.
تتضمن المحمية أغنى تنوع أحيائي وطبيعي في الربع الخالي، حيث يلتقي أكبر بحر رملي في العالم مع ثاني أطول سلسلة جبلية في الجزيرة العربية لتشكل لوحة طبيعية فريدة وثراء في التنوع رغم صعوبة المناخ، حيث تتراوح أطوال العروق من 200 إلى 300 كلم ويصل ارتفاعها إلى 100 م بينما يبلغ عرض العرق الواحد 5 كلم.
وأشار الدكتور قربان إلى أن محمية عروق بني معارض هو المكان الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذي يعيش فيه المها العربي ضمن نطاقه الطبيعي في قطعان متكاثرة ذاتيًا كما أنه المكان الأنسب لاختبار ممكنات المها العربي وقدرته على التكيف
واعتبر الدكتور قربان محمية عروق بني معارض مثالاً استثنائياً للتطور البيئي والبيولوجي المستمر لمجتمعات النباتات والحيوانات الفطرية، حيث يضم أكثر من 120 نوعاً من النباتات المسجلة، بالإضافة إلى الرمال المتحركة، والمها العربي، والظباء ومئاتٍ أخرى من النباتات والحيوانات المهدد بعضها بالانقراض، مما يجعلها أغنى منطقةٍ معروفةٍ من الناحية الأحيائية في الربع الخالي، كما أن خبراء المركز مستمرين في تسجيل أنواع على العلم حيث تم مؤخرًا رصد 4 أنواع جديدة من اللافقاريات.
وتقع محمية “عروق بني معارض” على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحةٍ تزيد على 12.765 كيلومتراً مربعاً، وتشكّل الصحراء الرملية الرئيسية الوحيدة في آسيا الاستوائية، وتُعد أكبر بحرٍ رملي متواصل على سطح الأرض، وتتميز بتنوع نُظمها البيئية التي توفّر موائل طبيعية حيوية لبقاء العديد من النباتات المتوطنة، ومن أكثر النباتات شيوعاً فيها الغضى والأثموم وأشجار الطلح، والبان، والحرمل والطرف، والعشر.
إضافةً إلى احتوائها على العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تعيش في واحدةٍ من أقسى البيئات على كوكب الأرض، بما في ذلك القطيع الحر الوحيد من المها العربي في العالم، والذّئب، والقطّ الرّملي، والثعلب الرّملي، والضبع المخطط، والوبر والأرنب البري، ومن الطّيور الحبارى والقطا والحجل والصرد الرمادي، والنسور، وعدة أنواع من القنابر، وأنواع عديدة من الزّواحف منها الضّب والورل.
يُذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أعدّ ملف الترشيح بالشراكة مع هيئة التراث في صورةٍ تعكس التعاون الوثيق بين مؤسسات إدارة التراث الطبيعي والثقافي في المملكة.